مفاهيم ومبادئ المحاسبة
ما هي المعادلة المحاسبية؟
تعلم مبادئ وأساسيات المحاسبة لا يتم من خلال قراءة القواعد وحفظها، إذ سرعان ما ستنساها، أما إذا فهمتها جيداً فستتمكن من تطبيقها ولن تنساها بسهولة، وهذا ما ننوي تسليط الضوء عليه في هذا المقال، حيث سنركز على طريقة عمل المحاسبة.
أساسيات المعادلة المحاسبية
دعنا نمهد الطريق إلى فهم المعادلة المحاسبية، ونتحدث أولاً عن الميزانية العمومية، فهل سألت نفسك من قبل: لماذا يقوم المحاسب بموازنتها؟، تستند الميزانية العمومية على ثلاثة مصادر أساسية تُمثل بمجملها المبالغ المالية في شركتك، وهي:
- رأس المال الذي استثمرته أنت والمالك أو أي مساهمين أو مستثمرين في الشركة.
- الإيرادات التي حققتها الشركة منذ افتتاحها.
- الديون أو الالتزامات وهي مبالغ مالية تدين بها الشركة لأشخاص آخرين.
ولنتفق على وصف كل المنح الحكومية التي تصل إلى شركتك على أنها جزءاً من الإيرادات.
ففي حال كنت تملك شركة خيالية ليس عليها أي نفقات فإن كل الأموال من المصادر الثلاث التي ذكرناها في الأعلى ستكون موجودة في حسابك المصرفي (أصول الميزانية العمومية)، ويمكنكَ التصرف بها وتحويل الأموال النقدية إلى أصول أخرى مثل البضائع التي اشتريتها للشركة كما تريد، إلا أننا نعلم أن الواقع أمر مختلف، وأن مقابل الإيرادات وتلك الأصول هناك مصروفات عديدة يجب أن تدفعها الشركة.
فإلى أين يخرج المال من الشركة؟، إليكَ الإجابة:
- يتم استخدامه في دفع ثمن المنتجات والخدمات اللازمة لتشغيل الشركة (أي المصروفات).
- تقوم بسحبه أنت باعتبارك مالك الشركة.
فإذا أصبح لدينا الآن ثلاثة مصادر لتدفق الأموال إلى الشركة، ومصدرين لخروجها منها، كما لا يجب أن ننسى الضرائب التي حتى وإن بدت مدفوعة لمصلحتك فهي لا تزال تحت بند المصروفات الخارجة من الشركة.
ما رأيك لو توقفنا قليلاً وفكرنا في مصادر الأصول الحالية لشركتك؟، فذلك أمر أساسي وهام، خاصة إذا اتفقنا على أن كل ريال دخل إلى الشركة في أي وقت لا يزال موجوداً بها بشكل أو بآخر، وحتى إذا خرج هذا الريال من الشركة فقد أُستخدم لتغطية النفقات أو تم استعادته.
إقرأ المزيد عن الأصول في الميزانية العمومية.
أقسام المعادلة المحاسبية
يبدو بأننا بحاجة للاستعانة بالقليل من الرياضيات والعمليات الحسابية لتوضيح ذلك:
- الأصول: كل موارد الشركة من الأموال وقيم الأشياء.
- استثمار المالك: الأموال التي ساهم بها المالكون في الشركة منذ إنشائها.
- الدخل مدى الحياة: المبلغ الإجمالي للأموال التي حققتها الشركة على الإطلاق.
- الالتزامات: المبالغ المستحقة على الشركة لأطراف أخرى مقابل حصولها على سلع أو خدمات ما.
- مصاريف مدى الحياة: جميع التكاليف التي تحملتها الشركة على الإطلاق.
- سحوبات المالك: المبالغ التي أخذها المالكون من الشركة منذ بداية إنشائها.
وهذا يعني أننا إذا طرحنا جميع عمليات السحب التي قام بها المالك في الشركة من مجموع مساهماته الكلية فيها فسنحصل على (صافي استثمار المالك)، أما إذا طرحنا النفقات الكلية للشركة من دخلها الكلي فسنحصل على أرباحها مدى الحياة، ويمكن التعبير عن ذلك بسهولة أكبر في المعادلة الآتية:
الأصول = الالتزامات + الربح لمدى الحياة + صافي استثمار المالك
وعند كتابة الميزانية العمومية فإننا يجب أن ندرج كل ربح حققته الشركة في تقرير الربح والخسارة في قسم يسمى "الأرباح المحتجزة" أسفل الميزانية، وتعني الأرباح المحتجزة جميع الأرباح التي حققتها الشركة منذ إنشائها حتى تاريخ معين من خلال استثماراتها وعملياتها المالية ولكنها لم تُوزع على المالك والمساهمين.
وبناءً على ذلك فإننا سنُحدِث المعاملة السابقة لتصبح على النحو الآتي:
الأصول = الالتزامات + الأرباح المحتجزة + صافي استثمار المالك
ويُعتبر كل من استثمار المالك والأرباح المحتجزة جزءًا من حقوق ملكية المالك، ولعل ذلك ما جعل المحاسبين والمختصين يرون بأن الصيغة السابقة ضعيفة بعض الشيء، وذلك لأن حقوق الملكية هي شكل من أشكال رأس المال الذي هو جزء من هيكل التمويل لشركة مدمجة، وعليه تم اعتماد الصيغة التالية بشكلها النهائي:
الأصول = الالتزامات + حقوق المالكين
ويُطلق المحاسبون على هذه الصيغة اسم "المعادلة المحاسبية"، وهي متوافقةٌ تماماً مع الميزانيات العمومية التي نستخدمها، وتعني بعبارات أبسط أن ما تبقى لي يساوي ما تملكه شركتي مطروحاً منه ما تدين به.
بفهمك للمعادلة الحسابية ستتمكن دائماً من متابعة الأوضاع المالية لشركتك، فما ترى لقد تتبعنا من الصفر جميع مصادر المال المحتملة في الشركة وجميع طرق إنفاقها، ولقد أثبتت هذه المعادلة دقتها في الميزانية العمومية وخاصة أنه لا يوجد أي مكان آخر تأتي منه الأموال أو تذهب إليه. ومن هنا يأتي دور وافق لمساعدتك في إدارة كل هذا العمليات المحاسبية بدقة لتدير أعمالك بشكل أفضل.