المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية

تَعتمد كل دولة من دول العالم نظاماً محاسبياً مختلفاً عن الآخر، ولكن ذلك شكّل بعض الصعوبات عند التعاملات المشتركة بين الدول، فأي نظام هو الأجدر بالاتباع حينها؟، ولعل ذلك ما أظهر الحاجة لإيجاد نظامٍ موحد يساعد المستثمرين والشركات والهيئات المنظمة على نطاق أوسع، ولذلك أُنشئ نظام المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، وسنتحدث بشكلٍ موسع عنه في هذا المقال.

ما هي المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية؟

تُعرف المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية على أنها مجموعة من المعايير المحاسبية الصادرة عن مجلس معايير المحاسبة الدولية (مقره المملكة المتحدة)، والتي تهدف إلى تطوير مجموعة من المبادئ التوجيهية الموحدة للشركات والمؤسسات وتسهيل المقارنة بينها بشفافية كبيرة وعلى نطاق عالمي.

ويُعتبر الاتحاد الأوروبي واحداً من 167 سلطةً قضائية تُطبِق المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، بينما تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة كبديل لتلك المعايير.

والجدير بالذكِر أن المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية قد حُدِثَت في عام 2001، لتصبح النسخة الجديدة والمعتمدة لمعايير المحاسبة الدولية، ولكن الكثير من المؤسسات والمنظمات لا زالت تخلط بين المعيارين.

نقاط رئيسية هامة

• طُورت المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية بهدف توفير الشفافية والمصداقية في المعايير والإجراءات المحاسبية بغض النظر عن الشركة أو الدولة.
• تَشمل المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية: حفظ السجلات والقوائم المالية والتدقيق وإعداد التقارير المحاسبية وغيرها، والتي يُصدرها مجلس معايير المحاسبة الدولية ومقره لندن.
• في عام 2001 حل نظام المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية IFRS محل نظام معايير المحاسبة الدولية IAS.
• لا تتبع جميع الدول المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية؛ فعلى سبيل المثال تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية مبادئ المحاسبة المقبولة بصفةٍ عامة.

شرح المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية

تَستطيع الشركات والمؤسسات الآن إبقاء دفاترها المحاسبية محدثة باستمرار، والإبلاغ عن أرباحها ونفقاتها بشكلٍ مفصل من خلال اتباع المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، التي طُورت بهدف توحيد اللغة المحاسبية التي يتبعها محاسبو الشركات.

وبهذا أصبح بإمكان المستثمرين والمدققين والجهات والهيئات الضريبية الاستفادة من تلك المعلومات لإجراء تقييمات شفافة واتخاذ خيارات مالية سليمة على ذلك الأساس، فلقد أصبح الأمر أسهل وأوضح عليهم بكثير بعد مطابقة المصطلحات والمعاملات المالية في التقارير المحاسبية.

وترجع مهمة وضع المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية إلى مجلس معايير المحاسبة الدولية في بريطانيا، وهي منظمة غير ربحية لها مكاتب متعددة في لندن، وعن أهدافها يقول القائمون عليها: "تهدف المعايير إلى تعزيز انفتاح الأسواق المالية على بعضها، وزيادة كفاءتها، وإمكانية خضوعها للمساءلة والتدقيق في جميع أنحاء العالم".

المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية أم المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة؟

تَختلف المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية المعمول بها في الاتحاد الأوروبي مثلاً عن المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة المعمول بها في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من جوانب عدة منها الأرباح، إذ تسمح المعايير الدولية للشركات والمؤسسات بالإعلان عن أرباحها خلال فترة زمنية أقصر من المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة، وهو ما ينعكس على زيادة التدفق النقدي في الميزانية العمومية بوضوح.

لمعرفة كل أساسيات المحاسبة إقرأ مقالاتنا السابقة.

المتطلبات الأساسية للمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية

تُغطي المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية مجموعة واسعة من العمليات المحاسبية الهامة للمؤسسات والشركات التجارية، والتي يمكن إجمالها من خلال القوائم أو اللوائح الأربعة الآتية:

• قائمة المركز المالي: (أو الميزانية العمومية) وهو بيان مالي يُظهر الوضع الاقتصادي للشركة خلال مدة محددة وذلك في اليوم الأخير من السنة المحاسبية في العادة، حيث تتأثر الطرق التي يتم بها الإبلاغ عن عناصر الميزانية العمومية بالمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية.
• قائمة الدخل الشامل: وهو تقرير مالي يوضح بالتفصيل التغير في صافي موجودات الشركة بحيث يوضح الأرباح والخسائر والإيرادات الشاملة خلال فترة زمنية محددة، بما فيها إيرادات الممتلكات والمعدات.
• قائمة التغييرات في حقوق الملكية: يشار إليها أحياناً بقائمة الأرباح المُحتَجَزة، وهو بيان مالي يُظهر التغيرات التي طرأت على الأرباح المحتجزة للشركة لفترة مالية محددة.
• بيان التدفقات النقدية: هو بيان مالي يُقسم التدفق النقدي للشركة إلى العمليات التشغيلية، والاستثمار، والتمويل ويصف أنشطتها المالية خلال فترة زمنية محددة.

تاريخ المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية

تم تطوير المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية في الاتحاد الأوروبي بهدف إنشاء لغة محاسبية موحدة تساهم في انفتاح الشركات والمؤسسات في بقية القارات على بعضها البعض، من خلال السماح بعرض السجلات والمعاملات المالية ذات الصلة، ولقد لاقى هذا التطور استحسان الكثير من الشركات مما زاد في انتشاره بسرعة كبيرة.

إذ تُعد المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية المعايير الأكثر استخداماً في جميع أنحاء العالم حالياً، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأخرى لا تعتمدها، ويكفي أن تعرف أن هناك 167 سلطة قضائية حول العالم تخضع للمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية.

ما هي الدول التي تستخدم المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية؟

يَتعين على المؤسسات والشركات التي يقع مقرها الرئيسي في الـ 167 دولة الخاضعة للوائح المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية التقدم للحصول على أسس تلك المعايير واتباعها، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الهند وكندا وروسيا وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتشيلي.

أما الصين والولايات المتحدة الأمريكية فلكلٍ منهما أنظمتها الخاصة.

ما أهمية المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية؟

تُعزز المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية مبادئ الانفتاح والثقة بالأسواق المالية الدولية والشركات التي تدرج أسهمها فيها، بحيث تسمح للمستثمرين بالإطلاع على السجلات والبيانات المالية للمؤسسات واتخاذ قرارات استثمارية سليمة مبنية على معلوماتٍ مؤكدة.

كما تُسهل المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية إجراء مقارنات شفافة بين الشركات العاملة في نفس المجال وفي مختلف القطاعات، وإجراء التحليلات الأساسية لأداء الشركة.

ختاماً

تَتألف المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية من مجموعة من اللوائح المحاسبية للشركات العامة، والتي تَهدف إلى إجراء مقارنات مفتوحةٍ وموضوعية بين البيانات المالية للشركات على مستوى العالم.

ويمكن الاستفادة من المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية في عمليات المراجعة والتدقيق، والاستثمارات المتنوعة، والتخطيط الضريبي، وضبط اللوائح التنظيمية في جميع أنحاء العالم.