ما الفرق بين المحاسبة على أساس الاستحقاق والأساس النقدي؟

يُعد الاختلاف الرئيسي بين أساس الاستحقاق المحاسبي والأساس النقدي المحاسبي في توقيت إثبات الإيرادات والتكاليف، إذ إن طريقة الاستحقاق تُركز على الإيرادات والتكاليف المتوقعة لاحقاً، أما في الطريقة النقدية فيتم الاعتراف بالإيرادات والتكاليف فور الوفاء بها، وفي هذا المقال سنشرح بتفصيلٍ أكبر الفوارق الدقيقة بين كل منهما.

نقاط رئيسية هامة

• في طريقة المحاسبة على أساس الاستحقاق، يتم تسجيل المعاملات عند حدوثها ولكن قبل إجراء أي دفع نقدي سواء كإيرادات أو كمصاريف.
• في طريقة المحاسبة على الأساس النقدي فإنه لا يتم توثيق الإيرادات والتكاليف المتعلقة بأي معاملة إلا عندما يتم تحصيل المال أو إنفاقه بشكل فعلي.
• يتم تضمين الحسابات الدائنة والمَدينة في المحاسبة على أساس الاستحقاق لإعطاء صورة أكثر واقعية عن الوضع المالي للشركة.
• تُستخدم طريقة المحاسبة على أساس الاستحقاق على نطاق أوسع في الشركات والمؤسسات الكبيرة وخاصة المساهمة العامة منها، وذلك لمقدرتها على تسوية الحسابات على المدى الطويل بشكل أفضل.
• تُستخدم طريقة المحاسبة على الأساس النقدي في الشركات الصغيرة والخاصة غالباً.

المحاسبة على أساس الاستحقاق

تعني هذه الطريقة أنه يتم تسجيل المعاملة بمجرد تقديم السلعة أو الخدمة المتفق عليها بين الطرفين على أن يتم السداد والدفع لاحقاً، أي أن عملية التوثيق تبدأ قبل استلام ثمنها، والأمر نفسه يحدث عند تسجيل تكاليف ومصروفات السلع والخدمات المقدمة حتى قبل إنفاق أي مال عليها، فمثلاً لو كنتَ تنوي القيام ببعض التمديدات الكهربائية في منزلك واتفقت مع الفني المختص على القيام بذلك مقابل 100 دولار، وبدأ الفني بالعمل فعلاً فسيتم تسجيل المعاملة والاعتراف بها على الرغم من أن فني الكهرباء لم يحصل على المستحقات المالية بعد.

المحاسبة على الأساس النقدي

تعني هذه الطريقة أنه يتم تسجيل الإيرادات كدخل فعلي عندما يتم دفعها حقاً، كما يتم توثيق النفقات عندما يتم إنفاق النقود فقط، فمثلاً لو اتفقت مع فني الكهرباء على دفع 100 دولار مقابل أعماله في منزلك فإنه يتم الاعتراف بالاتفاق عندما يحصل الفني المختص على ماله وليس قبل ذلك، وهي الطريقة التي تتبعها الشركات الصغيرة والخاصة بشكل أكبر.

إقرأ المزيد حول أساسيات المحاسبة.

اختلافات رئيسية

المحاسبة على أساس الاستحقاق

تساعد هذه الطريقة في الحصول على صورة أوضح وأكثر دقة لأرباح الشركة وإيراداتها، وخاصة على المدى الطويل، وذلك بفضل قدرة نظام الاستحقاق على تتبع الحسابات المَدينة والدائنة (مستحقة الدفع)، إذ يمكن توقع الأرباح التي ستحصل عليها الشركة خلال الربع الحالي من السنة وهو ما لا تقدمه طريقة المحاسبة على الأساس النقدي، وبالتالي فإن طريقة الاستحقاق أفضل حتى بالنسبة للمستثمرين الذين يحصلون على تقييم أفضل للأعمال خلال الفترات القادمة.

ولكن، وعلى الرغم من أن أساس الاستحقاق يبدو أفضل كتمويل طويل الأجل، إلا أنه يحتاج لتعقب المعاملات والحسابات بشكل مستمر وإلا قد تواجه الشركة أزمة حقيقة من حيث نقص السيولة، بالإضافة إلى صعوبة تطبيق أساس الاستحقاق المحاسبي في بعض الحالات بسبب التكاليف المدفوعة مسبقاً والأرباح غير المكتسبة بعد.

وبشكل عام فإنه يجب على المؤسسات الكبيرة التي تقدم حسابات مالية مدققة استخدام طريقة الاستحقاق لأنها تتوافق مع المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة GAAP، والتي وضعها مجلس معايير المحاسبة المالية FASB.

المحاسبة على الأساس النقدي

كما قلنا فإن الطريقة النقدية بكل بساطة تعني تتبع الأموال المدفوعة أو المستلمة، مما يجعلها أسهل في مراقبة التدفق النقدي للشركة، كما أنها أنسب للشركات الصغيرة والخاصة لأنها لا تتطلب توظيف الكثير من الأشخاص للتعامل مع دفاتر الحسابات مما يعني تقليل الرواتب والتكلفة ككل.

ولكن، لا يمكننا التغاضي عن حقيقة أن توفر الكثير من الأموال النقدية في الشركة قد يحمل بعض المخاطر أيضاً، إذ إن المحاسبة على الأساس النقدي تعني حرمان الشركة من تسجيل معاملات الحسابات الدائنة التي يمكن أن تعود بنقد قيمته أكبر من المتوفر مما يؤثر على الشركة بشكل سلبي، وخاصة عندما يتوهم المستثمرون أن الشركة ناجحة وتحقق أرباحاً ولكنها في الحقيقة عكس ذلك.

ولعل ما سبق يفسر سبب عدم توافق المحاسبة على الأساس النقدي مع المبادئ المحاسبية المقبولة بصفة عامة.

اعتبارات هامة تؤثر على المحاسبة على أساس الاستحقاق والأساس النقدي

بشكل عام يمكننا القول أن المحاسبة على أساس الاستحقاق هي الطريقة المتبعة بشكل أكبر في معظم الشركات الكبيرة، وذلك لأنه يتم تسجيل جميع الإيرادات والتكاليف عند تسلمها من خلالها، مما يسمح للشركات بالتخطيط المتأني وخلق رؤية مالية أكثر دقة تساهم بتحقيق الأرباح بشكل مستمر.

كما أن اتباع إحدى الطريقتين يعتمد على الفترات الموسمية أيضاً، فعلى سبيل المثال يحقق تجار التجزئة أرباحاً هائلة في الربع الأخير من السنة في فترة الأعياد والعطلات عند اتباعهم لطريقة الأساس النقدي، إلا أن تراجع النمط الاستهلاكي وانخفاض الإنفاق في الربع الأول من السنة التالية سيجعلها غير مربحة.

وكمحصلة فإن لكل من الطريقتين مزايا وعيوب، وإيجابيات وسلبيات، إذ يقدم كلٌ منهما رؤية مختلفة للوضع المالي للشركة من جانب معين، ويجب على المستثمر أن يكون على إطلاع كافٍ على كليهما من أجل فهم الآثار المترتبة على الشركة وتقييم الخيارات المتاحة واتخاذ القرارات بشكل أفضل.

مثال على المحاسبة على أساس الاستحقاق والمحاسبة على الأساس النقدي

لنفترض أنك تملك شركة لبيع الآلات وقمت بعملية بيع، فإن كلا الطريقتين ستسجل المعاملة بناءً على النحو الآتي:

• الأساس النقدي: إذا قمت ببيع آلات بقيمة 15000 ريال سعودي فلم يتم تسجيل الأموال في دفاتر الحسابات حتى يدفع لك المشتري نقداً أو كشيك.
• أساس الاستحقاق: إذا حصلت على المال وقدره 15000 ريال سعودي بعد بضعة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر فذلك غير مهم إذ إن الإيرادات ستُسجَل في يوم الإجراء نفسه. والأمر ذاته بالنسبة للتكاليف، ففي أساس الاستحقاق يتم احتساب 2400 ريال سعودي كنفقات في اللحظة التي تحصل فيها الشركة على الفاتورة، اما في الأساس النقدي فلن تُسجِل الشركة فاتورة الكهرباء بقيمة 2400 ريال سعودي حتى يتم سدادها فعلياً.

تعريف المحاسبة على أساس الاستحقاق

تُعرف بأنها الطريقة التي يتم فيها تسجيل الإيرادات والتكاليف قبل تحصيل المدفوعات أو تسليمها، وكذلك لا تُسجل النفقات إلا عند وضع معاملة شراء السلع أو الخدمات بشكل فعلي، وبكلمات أبسط فهي تعني تتبع الإيرادات لكل عملية بيع.

ما الذي يُميز محاسبة الاستحقاق عن محاسبة الأساس النقدي؟

يقوم نظام المحاسبة على الأساس النقدي بتسجيل المدفوعات عندما يتم سدادها أو استلامها فقط، بغض النظر عن وقت البدء بتنفيذ المعاملة، وعلى عكس ذلك ففي المحاسبة على أساس الاستحقاق يتم تسجيل الإيرادات والمصروفات عند إصدار الفواتير بغض النظر عن وقت استلام المال بالفعل.

متى تقوم الشركة التي تستخدم المحاسبة على أساس نقدي بإصدار تقرير بأرباحها؟

عند استخدام الشركة لطريقة المحاسبة على أساس نقدي فإنها تقوم بتسجيل مبيعاتها عندما تتدفق الأموال فعلياً داخل أو خارج حسابات الشركة وحسب.