برنامج توطين: فرصة ذهبية لتعزيز مهن المحاسبة في السعودية

يمثل برنامج توطين، الذي أطلقته الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين (SOCPA) بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، خطوة استراتيجية نحو تعزيز الكفاءات المحلية في مجال المحاسبة. يهدف البرنامج إلى تقديم تدريبات متخصصة ومجانية لتأهيل الخريجين والباحثين عن عمل للانخراط في القطاع المحاسبي، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية المملكة 2030.

الأهمية والأهداف من برنامج توطين المهن المحاسبية

برنامج توطين وظائف المحاسبة يشكل ركنًا أساسيًا في استراتيجية المملكة العربية السعودية لتطوير القوى العاملة الوطنية وسد الفجوة في السوق المهني. الهدف من البرنامج هو إعداد وتأهيل المواطنين السعوديين ليكونوا جاهزين للدخول في مهن المحاسبة والمراجعة، وذلك عبر توفير تدريب متخصص يمتد على عدة مجالات محاسبية مهمة.

يستهدف البرنامج بشكل خاص الخريجين الجدد والأشخاص الباحثين عن عمل، حيث يقدم لهم دورات تدريبية تتنوع بين التدريب المكثف لرفع المهارات والتدريب الثانوي الأكثر تخصصًا. من خلال التركيز على مجالات حيوية مثل الموازنات التقديرية، التي تعلم المتدربين كيفية تخطيط وتنبؤ الميزانيات المالية، وضريبة القيمة المضافة التي تعد جزءًا لا يتجزأ من التشريعات المالية الحديثة في المملكة، ومكافحة غسل الأموال، يعمل البرنامج على تمكين المشاركين من تطوير معرفتهم ومهاراتهم بما يتوافق مع المعايير المحاسبية الدولية والمحلية.

اقرأ المزيد: ما هو الرقم الضريبي وما هي أهميته في السعودية.

الأهداف التي يسعى البرنامج لتحقيقها:

1. رفع الكفاءة المهنية: تقديم تدريب عالي الجودة يضمن تحسين مهارات المحاسبة والمراجعة للمشاركين، مما يزيد من قدرتهم التنافسية في سوق العمل.
2. تعزيز الاستقرار الوظيفي: من خلال خلق فرص عمل مستدامة للباحثين عن العمل، يسهم البرنامج في تقليل معدلات البطالة بين الشباب السعودي ويعزز من الاستقرار الوظيفي للمواطنين.
3. توطين الوظائف: البرنامج يدعم رؤية المملكة 2030 في توطين المهن وزيادة نسبة المواطنين العاملين في القطاعات الخاصة، خاصة في المجالات المالية والمحاسبية.
4. تطوير القطاع المالي: من خلال تدريب المحاسبين على أحدث الممارسات والتقنيات، يعمل البرنامج على تعزيز قدرات القطاع المالي والمحاسبي في المملكة.
5. تقديم خبرات عملية: لا يقتصر البرنامج على التدريب النظري، بل يشمل تدريبًا عمليًا يعزز من فهم المشاركين للتحديات الفعلية في بيئة العمل وكيفية التعامل معها بكفاءة.

المنصة التدريبية لبرنامج توطين: بوابة للتميز المهني في المحاسبة

تقف المنصة التدريبية كعمود فقري لنقل المعرفة وبناء القدرات. هذه المنصة، المصممة لتلبية احتياجات السوق المحاسبي المحلي، توفر للمشاركين فرصة ذهبية للارتقاء بمستواهم المهني من خلال محتوى تعليمي شامل ومتكامل.

تشمل المنصة التدريبية لبرنامج توطين مجموعة واسعة من الدورات التدريبية التي تغطي أهم المواضيع المحاسبية والمالية. يتم تقديم هذه الدورات بطريقة تفاعلية تشجع المشاركين على التفاعل والمشاركة الفعالة، مما يساعد على تعزيز فهمهم وتطبيقهم للمفاهيم في سياقات عملية.

مزايا المنصة التدريبية:

• محتوى تعليمي غني: توفر المنصة موارد تعليمية متنوعة تشمل المحاضرات، ورش العمل، الندوات، والأمثلة العملية التي تغطي الجوانب النظرية والعملية للمحاسبة.
• تطوير المهارات العملية: تتيح الدورات التدريبية للمشاركين فرصة تطبيق ما يتعلمونه من خلال تمارين عملية تشبه التحديات التي قد يواجهونها في بيئة العمل الحقيقية.
• تفاعلية ومشاركة: تعزز المنصة التفاعل والتعاون بين المشاركين من خلال المناقشات الجماعية والمشروعات التعاونية، مما يؤدي إلى تبادل المعرفة وتعميق الفهم.
• تركيز على التطوير المهني: تم تصميم الدورات التدريبية لتحفيز النمو المهني للمشاركين، مع التأكيد على تطوير مهاراتهم التحليلية والقدرة على اتخاذ القرارات المالية المستنيرة.
• الشمولية: تغطي الدورات التدريبية مواضيع مهمة مثل ضريبة القيمة المضافة، الموازنات التقديرية، معايير المحاسبة الدولية، وإدارة المخاطر المالية، مما يوفر فهمًا شاملًا للنظام المالي والضريبي في المملكة.

الهدف من المنصة التدريبية هو إعداد جيل جديد من المحاسبين المؤهلين والمسلحين بالمعرفة والمهارات اللازمة لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع المالي. يتم هذا من خلال تقديم تجربة تعليمية تفاعلية تعترف بالتحديات الحالية وتستشرف متطلبات المستقبل.

يقدم البرنامج حوافز متعددة للمنشآت التي تشارك في توطين، بما في ذلك الدعم المالي والتسهيلات التي تمكنها من توظيف المواطنين المؤهلين. كما يعد المشاركون من المستفيدين بشكل مباشر من خلال تحسين فرصهم الوظيفية وتطوير مهاراتهم المحاسبية.



شروط برنامج التوطين حسب ما ذكرته الهيئة:



الصورة من موقع الهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين.

شروط البرنامج

في إطار برامج التوطين وتعزيز الكفاءات الوطنية في سوق العمل، تضع الهيئات المعنية في المملكة العربية السعودية مجموعة من الشروط للمنشآت والباحثين عن عمل للاستفادة من حوافز البرامج المقدمة، ومن ضمنها:

التسجيل على منصة طاقات: يجب على أصحاب الأعمال والباحثين عن عمل التسجيل على منصة طاقات ومنصة جدارات والحفاظ على حسابات نشطة للاستفادة من الحوافز المقدمة ضمن البرنامج.

الباحثون عن العمل: البرنامج مفتوح لأولئك الذين لم يسبق لهم العمل أو الذين توقفوا عن العمل ويرغبون في دخول سوق العمل مرة أخرى.

الأجر الشهري: ينبغي ألا يقل الأجر الشهري عن 5,000 ريال سعودي وألا يتجاوز 15,000 ريال سعودي لضمان مستوى معيشي مناسب وتحقيق الاستقرار المالي للموظف.

الوظائف المستهدفة: يتعين على المنشآت التوظيف في إحدى الوظائف المحددة ضمن إطار برنامج التوطين 2.0، مما يساهم في تحقيق أهداف البرنامج وتحسين البنية الوظيفية بالمملكة.

نوع عقد العمل: يجب أن يكون عقد العمل مفتوح المدة أو محدد المدة بشرط ألا تقل مدته عن 12 شهرًا، مما يوفر الأمان الوظيفي للعامل ويسمح بتنمية مهاراته على المدى الطويل.

تلتزم وافِق بدعم هذه المبادرات عبر توفير حلول محاسبية تتسق مع متطلبات السوق وتلبي احتياجات المنشآت والأفراد، مما يعزز من فرص النجاح والتقدم في بيئة الأعمال السعودية.

اقرأ أيضاً: أهم مصادر تمويل المشاريع الصغيرة في السعودية. 

ختاماً

في ختام هذا البرنامج التدريبي، لا يتوقف الأمر عند حصول المشاركين على شهادات تدريبية تثبت مشاركتهم، بل يتعداه إلى تمكينهم من اكتساب الخبرة العملية اللازمة للتميز في مجال المحاسبة. إن الإلمام بالمعارف المحاسبية الأساسية والمتقدمة، إلى جانب فهم الأطر الضريبية والزكوية، يمثل رصيدًا قيمًا لأي محاسب يسعى للارتقاء بمهنته والمساهمة بشكل فعّال في الاقتصاد الوطني. تلك هي الرؤية التي ينطلق منها برنامج توطين، وهي رؤية تتسق مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة من خلال استثمار العنصر البشري، الذي يعد أثمن الموارد. ومن هنا، يأتي دور برنامج توطين كمحفز وداعم لهذا التوجه، مؤكدًا على أهمية الاستعداد للمستقبل من خلال التعليم والتدريب المستمر.

وفي نهاية المطاف، فإن الاستثمار في الكفاءات الوطنية يعد استثمارًا في مستقبل المملكة نفسها، وبرنامج توطين هو أحد أدوات هذا الاستثمار التي تفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب السعودي ليكونوا قادة المستقبل في عالم المال والأعمال.