الضريبة الانتقائية نظرة على السلع المشمولة والنسب المعمول بها



في السنوات الأخيرة، اتبعت العديد من الدول في الشرق الأوسط نظام الضرائب كجزء من خطة تنويع الإيرادات الحكومية. ومن بين هذه الضرائب، تعد الضريبة الانتقائية من أكثر الأنواع إثارة للاهتمام، حيث تهدف إلى تشجيع الناس على اتخاذ خيارات أكثر صحة واستدامة من خلال فرض رسوم على بعض السلع التي قد تكون ضارة للصحة العامة أو البيئة.

في هذا المقال، سنلقي نظرة شاملة على الضريبة الانتقائية، تطبيقها، السلع التي تشملها، كيفية حسابها، العواقب المحتملة لعدم الالتزام بها، وكيفية التسجيل لها في السعودية والإمارات.

تعريف الضريبة الانتقائية والغرض من تطبيقها

الغرض الرئيسي من تطبيق الضريبة الانتقائية هو ثني الناس عن استهلاك هذه السلع غير الصحية أو الضارة بالبيئة، من خلال جعلها أكثر تكلفة وبالتالي أقل جاذبية. الهدف الثانوي هو زيادة الإيرادات الحكومية، والتي يمكن استخدامها لتمويل الخدمات العامة ومشروعات البنية التحتية، وتحقيق الاستدامة في الموازنة العامة.

تفاصيل حول السلع التي تخضع للضريبة الانتقائية في السعودية والإمارات

في المملكة العربية السعودية والإمارات، تم تحديد عدة فئات من السلع لتخضع للضريبة الانتقائية، وتشمل ما يلي:

• المشروبات الغازية: تشمل جميع المشروبات التي تحتوي على الغاز، باستثناء المياه الغازية غير المنكهة.
• مشروبات الطاقة: تشمل كل الأنواع التي تُباع بغرض تقديم تحفيز ذهني أو بدني، وقد تحتوي على مواد منبهة مثل الكافيين، التورين، الجنسينج والجوارانا.
• التبغ ومنتجاته: يتم فرض الضريبة الانتقائية على كل منتجات التبغ، بما في ذلك السجائر والسيجار والتبغ المعسل.
• الأجهزة الإلكترونية للتدخين والسوائل المستخدمة فيها: يشمل هذا النوع من الأجهزة المعروفة بالسجائر الإلكترونية، بالإضافة إلى السوائل المستخدمة فيها.
• المشروبات المحلاة: هذه الفئة تم تضمينها حديثًا في الإمارات، وتشمل المشروبات التي تحتوي على أي نوع من المحليات، سواء كانت محليات صناعية أو طبيعية.



ما هي ضريبة الشركات في الإمارات العربية المتحدة؟

نسب الضريبة الانتقائية المطبقة على السلع المختلفة

تختلف نسب الضريبة الانتقائية المطبقة على السلع المختلفة وفقًا لنوع السلعة ومدى ضررها الصحي المحتمل. فيما يلي النسب التي تم تحديدها في السعودية والإمارات:

1. المشروبات الغازية: تُفرض ضريبة بنسبة 50% من قيمة البيع في كل من السعودية والإمارات.
2. مشروبات الطاقة: تتعرض لضريبة بنسبة 100% من قيمة البيع في البلدين.
3. التبغ ومنتجاته: يتم فرض ضريبة بنسبة 100% على جميع منتجات التبغ في البلدين.
4. الأجهزة الإلكترونية للتدخين والسوائل المستخدمة فيها: يتم تحصيل ضريبة بنسبة 100% على هذه السلع في الإمارات.
5. المشروبات المحلاة: يتم تطبيق ضريبة بنسبة 50% على هذه السلع في الإمارات.

توضيح عن كيفية حساب الضريبة الانتقائية

حساب الضريبة الانتقائية يعتمد على نسبة الضريبة المقررة للسلعة وقيمتها. وفقاً للمعلومات المتوفرة، يتم حساب الضريبة الانتقائية على السلع في السعودية والإمارات كالتالي:

في المملكة العربية السعودية: يقدم المنتجون إقرار ضريبي كل شهرين للسنة المالية على ست فترات ضريبية عن البضاعة المطروحة للاستهلاك من تاريخ الإنتاج. ويتعين على المستوردين سداد الضريبة عن السلع الانتقائية لكل بيان جمركي. بعد ذلك، تقوم الهيئة بمراجعة صحة احتساب الضريبة للبيانات الجمركية لتلك الفترة ومطالبة المستوردين بالفروقات إن وجدت.

في الإمارات العربية المتحدة: يتم حساب الضريبة بناءً على النسب المقررة لكل سلعة انتقائية. النسب المحددة هي 50% للمشروبات الغازية والمشروبات المحلاة، و100% لمنتجات التبغ، مشروبات الطاقة، الأجهزة الإلكترونية للتدخين والسوائل المستخدمة فيها.

كيفية التسجيل في الضريبة الانتقائية في الإمارات.

ما هو الرقم الضريبي وما هي أهميته في السعودية؟

ذكر بعض السلع المعفاة من الضريبة الانتقائية

الضريبة الانتقائية تشمل بالأساس السلع التي يعتبرها القانون ضارة للصحة أو البيئة والتي ينبغي الحد من استهلاكها. ولكن، توجد بعض السلع الأخرى التي تتمتع بالإعفاء من الضريبة الانتقائية. هذه السلع تتفاوت بين البلدان وقد تتغير بمرور الوقت بناءً على القرارات الحكومية والقوانين المحلية.

في الإمارات العربية المتحدة، كانت المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة ومنتجات التبغ هي السلع التي تطبق عليها الضريبة الانتقائية في البداية، قبل أن يتم توسيع النطاق لتشمل المشروبات المحلاة والسوائل المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية للتدخين والأجهزة الإلكترونية للتدخين.

وبالتالي، السلع التي لا تدخل ضمن هذه الفئات، كالأغذية والمشروبات الأخرى، ومعظم السلع الاستهلاكية الأخرى، هي عادة ما تكون معفاة من الضريبة الانتقائية. لكن، يجب على المستهلكين والشركات مراجعة التوجيهات الحكومية المحلية للتأكد من أي تغييرات قد تطرأ على السلع الخاضعة للضريبة.

العواقب المحتملة لعدم الالتزام بدفع الضريبة الانتقائية

الالتزام بالقوانين الضريبية هو جزء مهم من المسؤولية الاقتصادية للأفراد والشركات. عدم الالتزام بدفع الضريبة الانتقائية يمكن أن يتسبب في عواقب قانونية جسيمة.

على سبيل المثال، قد تفرض السلطات الضريبية في البلد رسوم أو غرامات على الشركات أو الأفراد الذين لا يدفعون الضريبة الانتقائية بشكل صحيح. هذه الغرامات قد تكون كبيرة، وفي بعض الحالات، قد يتم تطبيق العقوبات الجنائية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تتضمن العواقب الأخرى عدم القدرة على الحصول على التراخيص أو القروض الحكومية، أو قد يتم استبعاد الشركات من المنافسة على العقود الحكومية. وفي حالة الشركات، قد يتأثر سمعتها التجارية بشكل سلبي في حالة عدم الالتزام بالقوانين الضريبية، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات على المبيعات والعلاقات مع العملاء والشركاء التجاريين. لذا، من الضروري تفهم قواعد الضريبة الانتقائية والالتزام بها، للحد من المخاطر المرتبطة بعدم الالتزام.

الإجراءات المطلوبة للتسجيل في نظام الضريبة الانتقائية

التسجيل في نظام الضريبة الانتقائية يتطلب اتباع خطوات معينة والتقيد بالشروط والإجراءات التي تحددها السلطات الضريبية. ويعتمد ذلك بشكل كبير على قوانين الضرائب الخاصة بكل بلد، ولكن بشكل عام يمكن تلخيص الخطوات الأساسية كالتالي:

• التعرف على الشروط: قبل التسجيل، من الضروري فهم الشروط والمتطلبات التي يجب تلبيتها. يمكن هذا يتضمن فهم السلع التي تخضع للضريبة الانتقائية، والقيمة الحرجة التي يجب أن تصل إليها المبيعات أو العمليات لتتطلب التسجيل.
• الإعداد للتسجيل: جمع وتنظيم الوثائق المطلوبة للتسجيل، مثل بيانات التواصل، تفاصيل الأعمال التجارية، ومعلومات حول السلع أو الخدمات التي تُباع.
• تقديم طلب التسجيل: بعد جمع الوثائق والمعلومات المطلوبة، يتم تقديم طلب التسجيل إلكترونيًا عبر موقع السلطة الضريبية.
• تأكيد التسجيل: بعد مراجعة السلطة الضريبية للطلب، يتم إرسال تأكيد بالبريد الإلكتروني أو عبر البريد العادي بنجاح التسجيل.
• الامتثال للقواعد: بعد التسجيل، يتعين على الأفراد والشركات الالتزام بقواعد الضريبة الانتقائية والتأكد من دفع الضرائب المستحقة في الوقت المناسب.

من الجدير بالذكر أن التسجيل لدى السلطات الضريبية ليس خطوة واحدة وينتهي، بل يتطلب مراجعة وتحديث مستمر للمعلومات والالتزام بالتغييرات المحتملة في القواعد والأنظمة الضريبية.

الأسباب وراء تطبيق الضريبة الانتقائية في السعودية والإمارات

في إطار التحول الاقتصادي الذي تشهده الدول، باتت الحاجة ماسة لتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن الاعتماد الشديد على النفط. ومن هنا جاءت فكرة الضريبة الانتقائية، فضلاً عن أهدافها الصحية والاجتماعية. وتضمنت الأسباب الرئيسية لتطبيق الضريبة الانتقائية في السعودية والإمارات:

• تعزيز الموارد المالية: توفر الضريبة الانتقائية مصدراً جديداً للإيرادات الحكومية يساهم في تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي للدولة.
• تحقيق الأهداف الصحية: من خلال فرض ضرائب على السلع الضارة، مثل التبغ والمشروبات الغازية، تساهم الضريبة الانتقائية في الحد من استهلاك هذه المنتجات وبالتالي تحسين صحة السكان.
• دعم السلوكيات الإيجابية: يمكن أن تساهم الضريبة الانتقائية في تشجيع الناس على اختيار البدائل الأكثر صحة واستدامة، مما يعود بالفائدة على المجتمع ككل.
• التزام دولي: التزام السعودية والإمارات بالتوصيات الدولية والمعايير العالمية المتعلقة بتنفيذ الإصلاحات الضريبية.
• الاستدامة البيئية: من خلال ضريبة السلع البيئية، تتبنى الدول الخليجية معايير دولية للحفاظ على البيئة وتقليل التأثيرات السلبية للأنشطة الإنسانية على البيئة.

في ختام المقال، يمكن القول إن الضريبة الانتقائية تقدم مجموعة متنوعة من الفوائد الاقتصادية والصحية للمجتمع. بالإضافة إلى تعزيز الإيرادات الحكومية وتحقيق الاستقرار المالي، تحقق هذه الضريبة العديد من الأهداف الصحية والاجتماعية، من خلال التشجيع على اختيار البدائل الصحية والمستدامة، والحد من استهلاك السلع الضارة. إضافة إلى ذلك، تعكس تطبيق الضريبة الانتقائية التزام الدول بالمعايير الدولية والتوجهات العالمية نحو الإصلاحات الضريبية والاستدامة البيئية. في النهاية، الضريبة الانتقائية أداة فعالة في تحقيق التوازن بين الحاجات الاقتصادية للدولة والأهداف الصحية والبيئية للمجتمع.