دليلك لفهم الدائن والمدين



يُعتبر فهم كل من مصطلحي الدائن والمدين بشكل تام أمراً أساسياً يجب على كل من يعمل في مجال المحاسبة معرفته، وفي هذه المقالة سنسلط الضوء على كلٍ منهما ونجيب عن كل الأسئلة التي تدور حولهما في رأسك. 

مقدمة عامة في الدائن والمدين

يَستخدم المحاسبون مصطلحي الدائن والمدين عند إدخال المعاملات في السجلات المحاسبية، بحيث يتم وضع كل مبلغ لكل معاملة في الحساب الأول كحساب دائن في الجانب الأيسر، ومن ثم وضعه كحساب مدين في الجانب الأيمن منها، وبهذه الطريقة نضمن صحة القوائم المالية والبيانات المُدرجة فيها.

ولكن، كيف يقوم المحاسب بتحديد الحساب الذي سيُدخله كدائن وتمييزه عن الحساب المدين؟، قبل أن نجيب عن ذلك فلنعد قليلاً لأسس المحاسبة وأركانها الرئيسية ولنتحدث عن الحسابات التي سيتم إدخال المبالغ فيها.

إقرأ مقالنا: ما هي تسوية الحسابات؟

نظرة عامة على الحسابات

تَوصل المحاسبون إلى طريقة عملية لتنظيم البيانات المالية للشركة عن طريق وضع المعاملات في سجلات تسمى بالحسابات، والتي يختلف عددها من شركة إلى أخرى بناءً على حجم الأعمال والاستثمارات فيها، إذ قد يتراوح عدد الحسابات في المخطط من العشرات إلى الآلاف، ولحسن الحظ فإن الحلول البرمجية وتطبيقات المحاسبة المتطورة قد وفرت لنا إمكانية رفع تلك الحسابات والتعامل معها بدقة كبيرة تخلو من الأخطاء مثل نظام وافق المحاسبي.

وفي مخطط الحسابات يتم وضع حسابات الميزانية العمومية أولاً ومن ثم حسابات قائمة الدخل، وذلك على النحو الآتي:

• الأصول.
• الالتزامات.
• حقوق الملكية (المساهمون).
• النفقات.
• الإيرادات أو الدخل.
• المكاسب والأرباح.
• الخسائر.

محاسبة القيد المزدوج

يُعد نظام محاسبة القيد المزدوج أحد أشهر الثوابت والأسس التي يعرفها أي محاسب، وهو يعني أن كل معاملة تجارية تؤثر وتُسجل في حسابين اثنين على الأقل، ويساعد مخطط حسابات الشركة في اختيار الحسابات الصحيحة التي تُدرج بها البيانات المالية، كما يمكن دمج حسابات جديدة في المخطط في أي وقت فالنظام مرن للغاية ويمكن التعامل معه بسهولة.

وللتوضيح فلنفترض أن شركة ما قد اقترضت 1000 دولار من أحد البنوك، فإن تلك المعاملة ستؤثر على الحساب النقدي للشركة وحساب الدائن لديها، بالإضافة إلى إمكانية تأثيرها على حسابات أخرى أيضاً، ولاحقاً عندما تقوم الشركة بتسديد ما عليها من قرض للبنك فإن ذلك سيؤثر على الحساب النقدي والحساب الدائن أيضاً ولكن بصورة مختلفة.

وفي مثال آخر إذا قامت إحدى الشركات بشراء بعض المواد نقداً، فإن ذلك سيؤثر كل من الحساب النقدي وحساب التوريدات، أما إذا قامت الشركة ببيع المواد كرصيد ائتماني فإن ذلك سيؤثر على حساب التوريدات وحسابات الدائن (المستحقة الدفع).

وفي مثال ثالث إذا قامت الشركة بدفع الإيجار لهذا الشهر فإن كل من حسابي النقد والإيجار سيتأثران بهذه المعاملة، وأما إذا قدمت الشركة لعميلها خدمة معينة ومنحته 30 يوماً للسداد فإن الحسابات التي ستتأثر بذلك هي حسابات الإيرادات وحساب المَدين.

وفي أغلب الحالات لن تُلاحظ أي تغيير في الحسابات عند استخدام برامج المحاسبة، وذلك لأنها تعمل بشكل تلقائي وبسلاسة عالية، فعلى سبيل المثال لنفترض أنك تستخدم برنامج المحاسبة الخاص بك لكتابة شيك شركة ما، فحينها سيقوم البرنامج بسحب الأموال تلقائياً من حسابك النقدي وسيسألك عن الحسابات الأخرى التي ستتأثر بهذه العملية وحسب.

إقرأ المزيد عن أساسيات ومبادئ المحاسبة المالية للمبتدئين.

أهمية نظام القيد المزدوج

يحرص المحاسب على الحفاظ على موازنة دفاتر الشركة، وذلك من خلال تسجيل كل المعاملات المالية في أزواج، بمعنى أنك إذا قمتَ بسحب المال من حساب واحد فيجب أن تضع المبلغ نفسه من المال في حساب آخر، وهذا باختصار هو المبدأ الذي يقوم عليه نظام القيد المزدوج.

وفي النهاية تَظهر الحسابات في الميزانية العمومية للشركة أو قائمة الدخل، والتي تعكس أداء الشركة وربحيتها وقيمتها، كما أنها تساعد إدارة الشركة والمستثمرين والمقرضين ووكالات الضرائب على اتخاذ القرارات السليمة.

وبمجرد أن تُحدد الحسابات المعنية بمعاملة تجارية فإن عليك وضع المبلغ في حساب واحد على الأقل ومعادلته في حساب آخر، بحيث يتساوى الطرفان الدائن والمدين، ويتم تسجيل الحساب الدائن في الجانب الأيسر بينما يُسجل الحساب المدين في الجانب الأيمن.

وتزداد الحسابات التالية وتُسجل كحسابات مَدينة،وفي معظم الأحيان تُسجل الحسابات في الجانب الآخر كحسابات دائنة مع إضافة المبلغ: