أهم 5 تقنيات تدقيق محاسبي لعام 2024

يُعتبر التدقيق عملية مهمة للغاية بالنسبة للشركات والمؤسسات، وعلى الرغم من دقتها وصعوبتها في معظم الأحيان إلا إنه يُمكن القيام بها على الوجه الأمثل من خلال فهم آلية عمل المدققين وأسس تقييمهم للمواقف المختلفة، وللتعرف على أفضل تقنيات التدقيق في عام 2024 تابع قراءة المقال.

مقدمة في تقنيات التدقيق

تُعرف عملية التدقيق بأنها فحص وتقييم السجلات المحاسبية والبيانات المالية للمؤسسة للتأكد من امتثالها للقوانين والأنظمة، ويَستخدم المدققون تقنيات متعددة للقيام بذلك، سنستعرض أهم خمسة منها في هذا المقال.

ما أهمية تقنيات التدقيق؟

تهدف تقنيات التدقيق إلى التحقق من صحة المعلومات والاستنتاجات التي تسعى الشركة إلى الحصول عليها أثناء عملية التدقيق، كما تُركز على الأنشطة المختلفة في العمل، بما في ذلك طرح الأسئلة المهمة، والبحث في الوثائق الهامة، وإعادة الحسابات عند الحاجة.

وتُساعد كل تقنية منها في تكوين حكم نهائي قائم على البيانات المالية للشركة، وبهذا يُقدم المُدقق المعلومات المطلوبة لوضع استنتاجات موضوعية عن أداء وكفاءة الأعمال وكيفية إدارة المخاطر، وهو ما يساعد أصحاب العمل على اتخاذ قرارات أفضل.

وفيما يلي سنلقي الضوء على كلٍ منها بشيءٍ من التفصيل والشرح:

1. الاستفسار وطرح الأسئلة

هي العملية التي يتم من خلالها الحصول على معلوماتٍ وملاحظاتٍ معينة تَهدف إلى الحصول على معلومات ما، والتأكد من الشكوك حول مسألةٍ معينة أو دحضها، وتُعتبر من أبسط تقنيات التدقيق، إذ يقوم المُدقق بطرح مجموعة من الأسئلة على بعض الأشخاص العاملين في الشركة.

وعادةً ما تشمل الاستفسارات أسئلة تتعلق بمدى الالتزام بإجراءات وقوانين العمل، وآلية التوثيق المناسب للمعاملات المالية في الشركة، والتحقق من مدى التزام الجميع باتخاذ الاحتياطات التي من شأنها تقليل المخاطر.

وغالباً ما توجه تلك الأسئلة إلى المدراء والمحاسبين وأي موظفين أساسيين يُمكنهم تقديم المعلومات اللازمة بحكم منصبهم الوظيفي، ومن الأمثلة على الأسئلة والطلبات المكررة لصاحب العمل الاستفسار عن المستندات المالية الخاصة بالشركة ووثائق البيانات الخاصة وأماكن حفظها.

والجدير بالذِكر أن الكثيرين يعتبرون هذه التقنية الأضعف بين التقنيات لأنها تعتمد بشكلٍ رئيسي على دقة وصدق الشخص الذي تتم مقابلته دون أدلة ملموسة، ولهذا فإن معظم المدققين يستخدمون تقنية الاستفسار إلى جانب تقنيات أخرى أكثر موثوقية دون الاعتماد عليها كلياً.

2. المراقبة والملاحظة

هي وسيلة لجمع البيانات حول موضوعٍ معين من خلال المراقبة وتسجيل الإجراءات والخطوات المتبعة بعناية من دون أي تدخل من المُدقق، ويشمل ذلك الأنشطة والعمليات المكتبية والظروف البيئية أيضاً.

وتُعد هذه التقنية مفيدةً بشكل خاص في الشركات والمؤسسات التي لا تتبع أسلوب التوثيق، إذ يَقوم فريق التدقيق بمراقبة الموقع وجمع المعلومات اللازمة، ومن ثم اتخاذ إجراء بناءً ما يشاهدون للتأكد من أن الضوابط الموضوعة والمنصوص عليها في النظام والشركة تَسير على النحو الصحيح.

فعلى سبيل المثال يُمكن أن يدعي المُدقق أن لديه بعض الشكوك حول طريقة تخزين بعض المستندات الهامة في أدراج المكتب، وعليه حينها أن يرى الموظف المسؤول وهو يفتح الدرج ويُخرج الوثائق ليتحقق من سلامة وصحة تخزينها.

ومثال آخر هو مراقبة المدقق لغرفة المعدات في أحد المصانع مثلاً، والتأكد من أن الشركة قامت بتركيب أنظمة تكييف مناسبة لتبريد خوادمها، كما يُمكنه التحقق من اتباع كل تلك المعايير عبر التحقق من أنظمة تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات وقتما يشاء.

إقرأ المزيد عن المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية.

3. التفتيش وفحص الأدلة

هي العملية التي يقوم من خلالها المدققون بالتحقق من أن جميع تفاصيل المشروع تتوافق وأسسه وضوابطه، عبر التحقق من مدى تنفيذ الضوابط بانتظام وتسجيلها بدقة، كما يمكن استخدام أسلوب التفتيش لتقييم بعض الخصائص المحددة للسياسات والعمليات والتحقق من استخدام تدابير الرقابة.

فعلى سبيل المثال يمكن أن يتحقق المدقق من أن تصنيف البيانات في سجلات الشركة يتم حسب الضوابط المحددة، وبأن النسخ الاحتياطية جاهزة للاستخدام متى استدعت الحاجة ذلك.

ويُعد التحقق من اكتمال الأعمال الورقية جزءًا من مهام فريق التفتيش وفحص الأدلة عند التدقيق، بحيث يشمل ذلك الوثائق والسجلات المكتوبة كسجلات الزوار ودليل الموظفين الذي يحتوي معلومات أساسية عنهم إلى جانب مسؤولياتهم ومهامهم في العمل، وكذلك قواعد بيانات النظام.

4. مراجعة الأداء

هي العملية التي يتم من خلالها تقييم عمل الموظف وأدائه، وتُطبق عندما تعجز طرق التدقيق السابقة كجمع المعلومات والملاحظة والتفتيش اليدوي وفحص الأدلة بتحديد مدى الالتزام بضوابط العمل وتطبيقها على النحو الصحيح.

وتُطبق مراجعة الأداء بطلب المدقق من الموظف المسؤول إعادة شرح الخطوات أو العملية التي قام بها لتنفيذ مهمة معينة في المؤسسة، كتكرار عملية إجراء الحسابات الآلية التي قام بها المحاسب مثلاً. وغالباً ما يقوم المدقق بالاستفادة من النتائج التي توصل إليها المدقق الداخلي في الشركة للمتابعة من النقطة التي انتهى إليها وتوفير الوقت والجهد، وتوثيق ذلك في تقريره النهائي.

وتُعتبر هذه التقنية من أكثر التقنيات المستخدمة في التدقيق، لأنها تساعد في تحديد مدى جودة العمل، وتقييم فعالية الضوابط والقواعد المتبعة لتطبيق الإجراءات في العمل.

5. التدقيق باستخدام الحاسوب

هي عملية تحليل مجموعة كبيرة من البيانات باستخدام الحاسوب، حيث يُستخدم برنامج خاص للنظر في دفتر الأستاذ العام أو قاعدة البيانات للعثور على أنماط غير عادية، أو أخطاء، أو ربما عمليات احتيالية.

يُعد التدقيق عمليةً معقدة وحساسة في الوقت نفسه، ولكن، وباتباع التقنيات الخمس الواردة أعلاه فإنه يُمكن الاستعداد لأي فحص في العمليات والأنشطة التجارية في مؤسستك، والتأكد من أن كل شيء يسير بالشكل المطلوب.