8 خطوات لبناء خطة عمل إستراتيجية

يعتقد بعض أصحاب العمل أن وضع خطة استراتيجية لأنشطتهم التجارية عند البدء غير مهم، متناسيين دورها الكبير في التأثير الإيجابي على سير العمل والقرارات المصيرية وهيكل الإدارة الكلي في الشركة، وعلى الرغم من أن القيام بذلك ليس بالسهولة التي يبدو عليها إلا إن بإمكاننا اختصار عملية بناء خطة عمل استراتيجية بِـ 8 خطوات، وذلك ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

ما أهمية بناء خطة عمل استراتيجية؟

تُعرف الخطة الاستراتيجية على أنها خطة يُنجزها المدراء بهدف تحديد خط سير الشركة أو المؤسسة واتجاه عملها والمكانة التي ترغب بالوصول إليها، فلا يُمكن إنجاز أي عملٍ بشكل سليم ودقيق من دون وجودها.

وكما قلنا فإن عملية وضع خطة عمل استراتيجية ليس بالأمر السهل، ولكنها مهمة وضرورية، وكلما سارعتَ بالعمل عليها كان أفضل، إذ ستمنحك الخطة فرصةً لترجمة أفكارك وأهدافك حول تنمية العمل وتوسيعه وتوظيفها بالشكل الصحيح.

وذلك دون أن تنسى أخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة للحد من المخاطر أو التعرض للخسارة بعين الاعتبار، بما يضمن لكَ النجاح والتقدم.

8 خطوات أساسية لعمل خطة عمل استراتيجية:

1. حدد بيان الرؤية وبيان الرسالة الخاص بعملك

يُعرف بيان الرؤية على أنه إعلان المؤسسة عن أهدافها بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحالي بما يهدف إلى توجيه العمليات الداخلية في الشركة، حيث سيساعد ذلك على تطوير أهدافك وتحقيقيها على النحو المأمول، وهو أمرٌ ضروري سواء أكنت مسؤولاً عن قسم واحد أو كافة أقسام المؤسسة.

أما بيان الرسالة فهو عبارة عن جملة قصيرة أو فقرة تَستخدمها الشركة لبيان سبب تأسيسها وذلك من أجل تذكير الجميع بالمهارات الأساسية، وتوجيه عملية صنع القرار بما فيه مصلحة العمل.

2. قم بإجراء تحليل SWOT

كي تتمكن من تحديد الأهداف التي تسعى لتحقيقها وطريقة القيام بذلك قم بتحليل SWOT، الذي يساعدك على فهم وضعك الحالي فهو عبارة عن خطة تحليل استراتيجي لأربعة محاور أساسية، وهي نقاط الضعف والقوة (داخلية)، والفرص والتهديدات التي قد تتعرض لها (خارجية)، فترتيبها حسب الأهمية بالنسبة لعملك يساعد على تحقيق أفضل النتائج.

وعند القيام بتحليل SWOT قم بإشراك الأشخاص الذين قد تختلف وجهات نظرهم عن وجهة نظرك من أجل الحصول على نظرةٍ أكثر شمولية.

3. حدد أهدافك

يجب أن تكون أهدافك واضحة ومحددة للغاية، فإذا كنتَ تريد زيادة المبيعات في شركتك، لا يكفي أن تقول بأن الهدف هو "زيادة المبيعات"، وإنما عليك أن تَذكر هدفاً واضحاً وأكثر تفصيلاً، كأن تقول: "أريد أن أحقق مبيعات مقدارها 200 ألف ريال سعودي، أو أن أرفع مبيعاتي بمعدل 15% بحلول تاريخ 31 يناير"، وهو ما سيجعل الموظفين متحمسين لبلوغ الهدف.

وأنتَ تحتاج لوضع خطة عمل محددة للقيام بذلك، ولدراسة حجم مبيعات العام السابق آخذاً أوضاع السوق بعين الاعتبار، ومن الأفضل أن تضع خططاً لأهداف يمكن تحقيقها في سنة واحدة أو سنتين أو ثلاث سنوات وخمس سنوات وعشر سنوات.

4. حدد احتياجاتك من الموارد البشرية

يجب أن تُحدد الأقسام التي ستحتاج إلى المساعدة في المؤسسة، وعدد الموظفين في كلٍ منها، وكيف سيتغير ذلك بمرور الوقت، وضع في اعتبارك أن الكثير من الشركات تتجه لأتمتة التوظيف أيضاً، وذلك بالاستعانة بالموظفين المستقلين أو الذين يعملون عن بُعد، ناهيك عن الاستعانة بالبرامج والتطبيقات التفاعلية لأداء العديد من المهام المطلوبة.

إقرأ المزيد عن أفضل أدوات التسويق الإلكتروني لأصحاب الأعمال.

5. تقييم الموارد

يجب أن تُخصص جزءًا من المال للاستثمار في الموارد، بما يشمل الأفراد والتدريب ووِرش العمل والمعرفة والمستلزمات وغيرها، إذ سينعكس الاهتمام بذلك على تحقيق أهدافك وبلوغ طموحاتك بوقت أقصر وكفاءة أكبر.

ويجب أن تكون واضحاً في تحديد ذلك في خطة العمل الاستراتيجية منذ البداية، كي تتجنب أي مستجدات أو مفاجآت أنتَ بغنىً عنها في مرحلة التنفيذ.

6. تطوير الاستراتيجية

إذا أردتَ الحفاظ على نجاح الخطة التي وضعتَها فيجب أن تسعى لتطويرها باستمرار، وإليكَ بعض أهم الطرق لتحقيق ذلك:

• فكّر بشكل إبداعي ومبتكر.
• سجّل أفكارك وامنحها فرصة التطبيق.
• استمع لوجهات النظر الأخرى ولا تقصي أي فكرة مختلفة.
• ضع في اعتبارك تكلفة الفرصة التقديرية والحقيقية وقارنها بما تملكه الشركة وتستطيع تحمله.
• ضع قائمة بمزايا وعيوب كل خيار وقارنها ببعضها البعض.

7. إنشاء خطة العمل

الآن بعد أن وضعتَ التصور الأولي لخطة العمل عليكَ أن تسند مهمة تنفيذها إلى شخصٍ أو فريقٍ ما، واحرص على وضع آلية لمتابعة الخطة ومناقشتها مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين.

وتذكر بأن الخطط التي تتضمن خطوات واضحة لديها فرص نجاحٍ أعلى، كما أن وضع اكثر من خطة مقترحة والمفاضلة بينها أمر أفضل، ولا تتردد في مراجعة خطط العمل مع تطوره وعند الحاجة، فالمرونة في عالم المال والأعمال مهمةٌ جداً.

8. تقييم النجاح

لا شكَ أنكَ ترغب بمعرفة مدى نجاح خطة العمل الاستراتيجية التي اتبعتها، ومعرفة ما إذا كان الجهد والمال والوقت الذي استثمرته فيها في مكانه أم لا، وللقيام بذلك عليك تقييم نجاحك بعد عامٍ واحد من العمل، وتحديد الأهداف التي تمكنتَ من تحقيقها بالفعل وذلك قبل الانتقال إلى تطوير استراتيجية جديدة للشركة.

قم بتحليل المعلومات، واحسب عائدات استثمارك، وحدد مكانتك التنافسية في السوق، ثم استخدم تلك المعلومات لمساعدتك في إنشاء إستراتيجية عمل جديدة مناسبة.

سواء كنتَ تهدف لمعرفة عدد الموظفين الذين تحتاجهم شركتك، أو ترغب بتحليل العمل فيها، أو تسعى لتطويرها فإن خطة العمل الاستراتيجية لا غنىً عنها، وهي بمثابة ضمانٍ أساسي لبلوغ النجاح.