نديم علم الدين: كيف تُحدث منصة وافق ثورة في حلول المحاسبة بالشرق الأوسط؟

برزت منصة "وافق" كواحدة من أبرز اللاعبين في مجال المحاسبة الرقمية. تأسست المنصة في عام 2019 استجابة لتغيرات قانونية واقتصادية في منطقة الخليج العربي، ومنذ ذلك الحين نجحت في تسهيل العمليات المالية للعديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة.

في مقابلة تلفزيونية مع برنامج ريادة على قناة العربية بزنس، استعرض نديم علم الدين، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنصة، قصة نجاح وافق. تحدث عن حلولها المبتكرة، كيفية استخدامها للذكاء الاصطناعي، وخططها المستقبلية. إليكم تفاصيل الحوار الذي ألقى الضوء على رحلة هذه الشركة الناشئة وأهدافها الطموحة.

شاهد اللقاء الكامل مع نديم علم الدين، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة وافق

نص المقابلة كاملة

نديم، بداية شكرًا جزيلاً لتواجدك معنا. دعنا نتعرف في البداية على وافق.

متى تأسست الشركة؟ وما هي أبرز الحلول والمنتجات التي تقدمونها في وافق؟

شكرًا سمر. نحن أسسنا الشركة في عام 2019، وهو العام الذي شهد إصدار قوانين ضريبة القيمة المضافة في الإمارات والسعودية. لاحظنا وقتها طلبًا كبيرًا على برامج المحاسبة نتيجة لهذه القوانين. ومن هنا، أطلقنا ثلاثة حلول رئيسية:

• برنامج محاسبة مخصص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
• حل لأتمتة مدفوعات الموردين، والذي يتيح للشركات تسهيل مدفوعات فواتير المشتريات.
• حل للامتثال لضريبة القيمة المضافة والفوترة الإلكترونية، خاصة في السعودية.

هل يمكن الاستغناء تمامًا عن المحاسبين في الشركات الصغيرة والمتوسطة باستخدام برامجكم؟

لا، البرنامج لا يُغني عن المحاسبين، لكنه يسهّل عملهم بشكل كبير. بدلاً من أن تستغرق المعاملات المحاسبية أو إغلاق الدفاتر الشهرية 10 ساعات، يمكن تقليص هذا الوقت بنسبة تصل إلى 90% بفضل الأتمتة التي نوفرها.

ما هو دور الذكاء الاصطناعي في هذه الحلول؟ وهل توظفون تقنيات الذكاء الاصطناعي؟

بالتأكيد نستخدم الذكاء الاصطناعي، وندخل فيه على مرحلتين رئيسيتين:

1. مرحلة OCR (التعرف الضوئي على الأحرف): هذه التقنية موجودة منذ 10 إلى 20 سنة، وتتيح مسح الفواتير واستخراج البيانات تلقائيًا.
2. الذكاء الاصطناعي المتطور (مثل ChatGPT): نستخدم هذه التقنية لتوسيع نطاق أتمتة الأعمال المحاسبية. على الرغم من ذلك، لا نتوقع أن يُغني الذكاء الاصطناعي عن المحاسب بشكل كامل. سيظل المحاسب عنصرًا مركزيًا، لكن العمل سيكون أقل وأدق.

كيف تحققون العوائد في وافق؟ هل هو نظام اشتراك أم تبيعون البرنامج مرة واحدة؟

نحن نعتمد على نموذج الاشتراكات السحابية، حيث يتم دفع اشتراك شهري أو سنوي. على عكس النماذج القديمة التي تعتمد على شراء البرنامج مرة واحدة وتحميله على جهاز الكمبيوتر، النظام السحابي يتيح لنا إصدار تحديثات أسبوعية مع ميزات جديدة للعملاء.

ما هو حجم النمو الذي تشهدونه في العوائد؟ ومتى تتوقعون الوصول إلى الربحية؟

شهدنا نموًا بثلاثة أضعاف العام الماضي، وهذا يعود إلى الطلب المتزايد على برامج المحاسبة في أسواق الإمارات والسعودية. حاليًا، نحن نركز على اكتساب أكبر حصة سوقية لوافق. أما بالنسبة للربحية، فهي هدف طويل الأمد نتوقع تحقيقه خلال 5 إلى 7 سنوات، مع زيادة قاعدة العملاء.

ما هي الميزات التي تجعل وافق مختلفًا عن البرامج الأخرى؟

الاستراتيجية الأساسية لوافق هي "التوطين"، حيث نركز على تطوير ميزات تلبي المتطلبات المحلية، مثل أتمتة الإقرارات الضريبية، وهي مختلفة بين بلد وآخر. نحن نستهدف السوق السعودية والإماراتية فقط، مع تخصيص كامل للمنتج لهذه الأسواق.

ذكرت أنكم تصدرون 90% من فواتير الشركة الشهرية في السعودية، فما هو حجم هذه الفواتير؟

نصدر حاليًا حوالي مليوني فاتورة شهريًا بقيمة إجمالية تصل إلى 1.5 مليار ريال. ونتوقع زيادة هذه الأرقام بثلاثة أضعاف العام المقبل بفضل النمو المتوقع في قاعدة العملاء.

ما هي القطاعات التي تعتمد بشكل أساسي على برامجكم؟

برنامجنا يُستخدم في كل القطاعات تقريبًا، لأنه محاسبي أفقي يخدم الجميع. على سبيل المثال، شركات التجزئة، ومقدمي الخدمات، وشركات المقاولات.

تسعى منصة وافق لتحقيق الريادة في مجال المحاسبة الرقمية، ليس فقط من خلال تقديم حلول تقنية مبتكرة، ولكن أيضًا عبر التزامها بتلبية احتياجات الأسواق المحلية في السعودية والإمارات. ومع التوسع السريع وزيادة الطلب على خدماتها، يبدو أن "وافق" في طريقها لتغيير قواعد اللعبة في قطاع المحاسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.